للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منها ولو كائنا حيا واحدا في أبسط صوره وأشكاله، لأن ذلك من صنع الله وحده.

ويشير كتاب الله إلى تعجب المشركين واستغرابهم من إرسال رسول إليهم من بينهم، أي من البشر لا من الملائكة، ومن العرب، لا من بني إسرائيل، بعد أن ظلت النبوة والرسالة مستمرة في بني إسرائيل زمنا طويلا، وذلك قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ}.

وعرج كتاب الله على عقيدة " البعث " التي هي عقيدة أساسية في دين الله الذي لا يتبدل، والتي دعا إلى الإيمان بها كافة الأنبياء والرسل، وتحدث عن الشبه السخيفة والحجج الواهية، التي يلوكها بألسنتهم من لا يؤمنون بهذه العقيدة الثابتة، ومرد شبههم كلها إلى استبعاد الحياة من بعد الموت، نظرا لما يلحق جثث الأموات من تحلل وفناء، ناسين أو متناسين أن الله الذي أنشأ الحياة قبل الموت هو الذي تكفل بأن ينشئ الحياة بعد الموت، فنشأة الحياة بالنسبة إلى قدرته سبحانه وتعالى عملية سابقة أولا، ومكررة ثانيا، وليس فيها ما يستغرب ممن هو على كل شيء قدير، وهو بكل شيء عليم، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}، أي: بعيد الوقوع، ثم يتولى الحق سبحانه وتعالى الرد عليهم قائلا: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}، وهذا هو الجواب عن القسم الذي جاء في مطلع سورة " ق " حسبما حكاه

<<  <  ج: ص:  >  >>