ابن جرير الطبري عن بعض النحاة، كما رد الحق سبحانه على منكري البعث ردا مفحما إذ قال:{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}.
ويعرض كتاب الله بعض آيات الله البارزة في الآفاق، مما يدل على قدرته وعلمه وحكمته، ويصف بالخصوص كيف يحيي الله الأرض بعد موتها، مبينا أن حياة الإنسان بعد موته شبيهة بها كل الشبه:{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}، فخروج الإنسان من تحت الأرض بعد موته، وبعثه في الوقت المعلوم، عملية لا تختلف في جوهرها كثيرا عما يراه الناس في كل وقت دون أن ينتبهوا إليه، إذ تكون الأرض هامدة قاتمة ميتة من أثر القحط والجدب، فينزل عليها المطر من عند الله، وإذا بها تصبح مضرب الأمثال في الخصب والنماء والإنتاج، {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}.
وأشارت الآيات الكريمة إلى مصير المكذبين بالرسالة، وفي طليعتهم:{قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}، والمراد " بالرس " هنا البئر المطوية، غير المبنية والمراد " بالأيكة " الشجر الملتف الكثيف، وسبق ذكر " أصحاب الأيكة " في الآية الثامنة والسبعين من سورة " الحجر " وفي الآية السادسة والسبعين بعد المائة من سورة " الشورى "، وفي الآية الثالثة عشرة من سورة " ص ".