للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بفلسطين، واستقر لوط بالأردن، وأرسله إلى أهل " سدوم " وما يليها، وكانوا كفارا يأتون من الفواحش ما لم يسبقهم به أحد من العالمين؛ إذ استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فلما طال تماديهم في غيهم ولم ينزجروا دعا عليهم لوط عليه السلام: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} (العنكبوت: ٣٠)، فأجاب الله دعاءه، وانتصر له بإهلاك مكذبيه، ودمر قرى قوم لوط، فأصبحت أثرا بعد عين، كما قال تعالى: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ} (هود: ٨).

ثم عقب كتاب الله على ما دار من الحوار بين إبراهيم الخليل وضيوفه حول مصير قوم لوط، بما يفيد أن العذاب الأليم الذي استحقوه إنما ضرب الله به المثل لمن يأتي بعدهم، حتى يكون لغيرهم عبرة وذكرى، وذلك قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}، وقد أثبت البحث أن المكان الذي كان يعيش فيه قوم لوط قد تحول منذ حل بهم عذاب الله إلى بحيرة خبيثة منتنة يتجنبها الناس.

ثم أعاد كتاب الله الكرة بذكر قصص الأمم الغابرة التي كذبت الرسل وأعرضت عن رسالات الله، وورد ذلك هنا على وجه الإجمال، بعد ذكرها مفصلة في سور أخرى، وفي أول القائمة قصة " فرعون " وقومه وما أصابهم من الغرق، وقصة " عاد " وما أصاب ديارهم من دمار بالريح، وقصة " ثمود " وما فعلت بهم الصاعقة، وقصة " قوم نوح " وما فاجأهم من الطوفان، وذلك قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>