وقوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}، معناه أن الإنسان سيعرض عليه يوم القيامة كل ما عمله في حياته من خير أو شر، وأنه سينال على سعيه وعمله جزاءه العادل، دون زيادة ولا نقصان، على غرار قوله تعالى:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، (الزلزلة: ٧، ٨)، وقوله تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة: ١٠٥).
وقوله تعالى:{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}، معناه أن مآل الإنسان ومصيره المحتوم هو الرجوع إلى الله، أحب أم كره رضي أم سخط، فلا مأوى له في نهاية المطاف إلا في دار النعيم أو في دار الجحيم، وفي هذا تنبيه للإنسان إلى أن يفكر ويقدر منذ بداية رحلته في هذه الحياة، حتى يلاءم سلوكه مع نهايته المحتومة، ويكيف حياته الفانية، بما ينسجم مع حياته الباقية.
وقوله تعالى:{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى}، إشارة إلى جملة من عجائب صنع الله في خلقه، ولا سيما ما في خلق الإنسان وتكوينه من أسرار ظاهرة وباطنة، لم يصل الإنسان نفسه حتى الآن إلى تحديدها، واستكناه حقيقتها، رغما عن مرور القرون الطويلة على حياته فوق سطح الأرض.
وقوله تعالى:{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}، إشارة إلى