النجم الذي هو أثقل من الشمس بعشرين مرة، والذي تبلغ قوة نوره خمسين ضعفا من نور الشمس، وقد كان لهذا النجم من يرصده ويعبده من دون الله فبين الحق سبحانه أن " الشعرى " ليست إلا جزءا بسيطا من مخلوقاته، وأنه هو " رب الشعرى " ورب كل النجوم صغيرها وكبيرها، بل رب السماوات والأرض وما بينهما:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}(البقرة: ٢٥٥)، والحديث عن " الشعرى " في هذه السورة الكريمة مناسب لاسمها الذي هو " سورة النجم " التي نفسرها، فقد تصدر مطلعها قسم الله العظيم على صدق رسوله، إذ قال:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}.
وقوله تعالى:{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى}، إشارة إلى ما سلف من الأخبار عن الأقوام التي هلكت في سالف الزمان كما فسره أبو مالك الغفاري، وقال قتادة ومحمد بن كعب وأبو جعفر: إنه إشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي افتتحت به هذه السورة في أولها، تأكيدا لأنه عليه السلام ليس بدعا من الرسل، وأنه نذير من بين " النذر " الذين أرسلهم الله إلى خلقه على التتابع، لهدايتهم إلى سواء السبيل.
كما أشارت الآيات التالية إلى قرب الساعة بعد ظهور الرسالة المحمدية، وذلك أمر لا غرابة فيه، ما دامت الرسالة المحمدية هي آخر الرسالات الإلهية إلى الخلق، فلا رسالة بعدها، ولا رسول بعد الرسول الذي جاء بها، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مثلي ومثل الساعة كهاتين "، وفرق عليه