للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستطيعوا لشبح الموت ولا لسكراتها ردا، وملائكة الرحمن حاضرة لذلك المشهد قريبة منه، لكنها لا تقع عليها أنظار البشر المحدودة، وذلك قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ}.

ويواصل كتاب الله تقريع المشركين وإحراجهم بالسؤال، عندما يستفسرهم هل أنتم قادرون على إرجاع الروح إلى مقرها الأول، بعد أن بلغت الحلقوم وهي في طريقها إلى مفارقة الجسد بالمرة؟. هل في إمكانكم أن تحجزوا الروح في مكانها فلا تدعوها تفلت من صاحبها، وتحولوا بينها وبين ما هي ذاهبة إليه بأمر الله، من حساب وجزاء عند الله؟. هذا وأنتم حولها مبهوتون مقهورون، وعن ردها عاجزون، وذلك قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، ومعنى " غير مدينين " أي غير محاسبين كما قال ابن عباس، من " الدين " بمعنى الجزاء.

وعادت الآيات الكريمة إلى الحديث عن الأصناف الثلاثة الذين ينقسم إليهم البشر يوم القيامة، دون أي اعتبار خاص في التقسيم والتصنيف، ما عدا اعتبار العمل الذي قاموا به في الدنيا، والجزاء الذي استحقوه في الآخرة. وذلك قوله تعالى عن " السابقين " المقربين: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}، وقوله تعالى عن " أصحاب الميمنة ": {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ}، وقوله تعالى عن " أصحاب المشأمة ": {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>