للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المهج والأرواح، والشهادة في سبيل الله، من أجر عظيم، ونور عميم، بالإضافة إلى ما يناله الإسلام على أيدي جنوده وشهدائه من الفتح المبين، والعز والتمكين، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}، وقد نزلت في نفس المعنى عدة آيات قرآنية، ووردت عدة أحاديث نبوية.

ولعل تسمية هذا النمط الرفيع من المؤمنين باسم " الشهداء " جاءت من أنهم أعطوا الدليل بتضحيتهم، وبذل أرواحهم في سبيل دينهم، على صدق إيمانهم، وحماسهم لعقيدتهم، وبذلك جاوزوا العتبة، وأصبحوا فوق متناول الشبهات، كما أنهم بتضحيتهم بأنفسهم أعطوا الدليل أيضا على أن العقيدة الإسلامية إذا خالطت بشاشتها القلوب تفعل بمعتقديها الأعاجيب، وترفع نفوسهم إلى درجة عليا من السمو والإيثار والتفاني والإخلاص، بحيث يهون عليهم في سبيلها كل غال ورخيص، ويجودون من أجلها بالنفس والنفيس، ثم ذكرت الآيات الكريمة في هذا السياق -على وجه المقارنة- ما يكون عليه الكافرون والمكذبين يوم القيامة من العذاب الأليم، وذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

واتجه خطاب الله إلى البشر عموما، والمؤمنين خصوصا، ليعرفهم بحقيقة طالما غفلوا عنها وهم يرونها كل يوم، ألا وهي أن الحياة الدنيا بجميع علائقها ومتعلقاتها حياة عابرة لا ثبات لها ولا استقرار، وهي سائلة، مثل الزمن الذي تتم فيه، دون أن يقر لها قرار، ومهما طالت حياة الإنسان فحياته عبارة عن " يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>