وأثره في النفوس المتعطشة إلى الحق، ومنزلته العظمى عند الله ومنزلته في الملأ الأعلى، تنويها بقدره، وحضا للمؤمنين على تقديسه وتعظيمه، والاهتداء بهديه، فقال تعالى:{كَلَّا إِنَّهَا}، أي: آيات القرآن الكريم، {تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ}.
ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن كفر الإنسان وجحوده وتجاهله لنعم الله، بينما الإنسان، بجميع ما يملكه من طاقات وملكات وممتلكات، إنما هو " هبة " من الله أولا وأخيرا، فليس له من نفسه ولا من أمره شيء، فقال تعالى:{قُتِلَ الْإِنْسَانُ}، أي: لعن الإنسان الجاحد، {مَا أَكْفَرَهُ}، أي: ما أشد كفره وجحوده، {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}، أي: بين له الطريق وهداه إليه، {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}، أي: أن الإنسان يستغرق في غفلته حتى يموت ويبعث، دون أن يكون قد أدى ما أوجب الله عليه من حقوق، ودون أن يكون قد نفذ ما أمره به من أوامر، وبذلك تكون خسارته كبرى لا تعدلها خسارة.
وأخذ كتاب الله في تذكير الإنسان بنعم الله عليه، ولا سيما نعمة الرزق والغذاء، التي بدونها يتعرض للإملاق والفناء:{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}.
وعاد الحديث في ختام هذه السورة إلى " القيامة " وأهوالها، وما يجازي به الحق سبحانه عباده المؤمنين الأبرار، وما يعاقب الله