به الكفار والفجار:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}. ومعنى {مُسْفِرَةٌ}: مستنيرة، وال {غَبَرَةٌ} من الغبار، وال {قَتَرَةٌ} بمعنى السواد، كناية عما يصيب تلك الوجوه من تغير وغم.
ومن هنا ننتقل إلى سورة " التكوير " المكية أيضا، مستعينين بالله، والآيات الأولى من هذه السورة الكريمة تعرض على البشر مشاهد القيامة، مشهدا مشهدا، ولا سيما الانقلاب الكوني الشامل، بما يصحبه من تغيرات مفاجئة في العالم العلوي والعالم السفلي، وذلك قوله تعالى:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، ثم قوله تعالى:{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}، وعن مشهد النشر والحشر، قال تعالى:{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}، ثم قال تعالى:{وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}.
وقد ذهب المفسرون لهذه الآيات إلى أن المراد " بتكوير " الشمس إظلامها وذهاب نورها، و " بانكدار " النجوم انتثارها، على غرار قوله تعالى في آية أخرى:{وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ}(الانفطار: ٢)، و " بتسيير " الجبال تحركها من مكانها ونسفها وزوالها، وأن المراد " بتعطيل العشار " إهمال خيار الإبل من النوق