الفريق كان يتزعمه المنافق المدعو عبد الله بن أبي ابن سلول، فقد فارق ركب رسول الله الذي كان يتألف من ألف رجل وهو لا يزال في أثناء الطريق بين المدينة وأحد، وتابعه ورجع معه ثلث الركب ممن ينطوون على النفاق، وكانوا حوالي ثلاثمائة نفر ونيف، فانفصلوا عن ركب رسول الله، وكان فريق من المؤمنين لا يزالون يظنون خيرا بزعيم المنافقين ومن معه من المتخلفين، إذ لم يكن قد انكشف نفاقهم بعد، فتبعوهم من ورائهم يحرضونهم على العودة للقتال بجانبهم، أو على الأقل لمساعدتهم فيما قد يحتاجون إليه، ولتكثير سوادهم أمام العدو.
فما كان من المنافقين وزعيمهم إلا أن تعللوا بأنهم لا يتوقعون من المشركين في هذا اليوم أي قتال، إذن فلا موجب لمواصلة السير في ركاب رسول الله.
وتحدث زعيم النفاق ابن أبي ابن سلول حديثا كشف به عن ذات نفسه، وعن موقفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال عنه معرضا به:" أطاعهم فخرج وعصاني، ووالله ما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس ".
وتحدث إليه عبد الله بن عمرو بن حرام، الذي تابعه لتحريضه ومن معه على العودة قائلا:" يا قوم أذكركم الله أن لا تخذلوا نبيكم وقومكم " فأجابه حفيد ابن سلول ومن معه قائلين " لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكن نرى أنه لا يكون قتال " فلما استعصوا على عبد الله بن عمرو وأبوا إلا الانصراف قال لهم: " أبعدكم الله، أعداء الله، فسيغني الله نبيه عنكم ".