كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ}، ثم قال تعالى:{وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}، إشارة إلى ما في الكفار من الفضول الزائد، وتتبع أحوال المؤمنين والانشغال بهم، وإن كانوا غير مسئولين عنهم.
وقوله تعالى:{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}، يمكن تفسيره على وجهين:
- الوجه الأول: أن مجازاة الكفار على معاملتهم للمسلمين، بالتنقيص من قدرهم، والاستهزاء بهم - وهي موضوع السؤال- قد تولاها الحق سبحانه بنفسه، وسيعاقبهم " يوم الفصل " بما يستحقون.
- الوجه الثاني: أن يكون السؤال واردا بمعناه الأصلي، إشارة إلى أن معاملة الكفار للمسلمين يجب أن يرد عليها المسلمون بالمثل، فيفرضوا احترامهم على الغير، ولا يسمحوا للغير بأن يجعلهم محل استهزاء أو سخرية، وذلك لا يتم تحقيقه إلا بالتزام الوصايا الإلهية والتوجيهات الإسلامية في معاملة غير المسلمين.
ولننتقل الآن إلى سورة "الانشقاق" المكية، مستعينين بالله، والحديث في مطلعها يتناول فناء العالم، وظواهر الانقلاب الكوني الشامل {بسم الله الرحمن الرحيم إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}.