للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو سبحانه " ودود " لمن آثر طاعته على طاعة غيره، وكرس حياته لاجتناب نهيه وامتثال أمره، وهو " ذو العرش " الذي وسع كرسيه السماوات والأرض، وهو " المجيد " الذي يتضاءل كل شيء أمام عظمته وجلاله، وهو " الفعال لما يريد " ذو الملك والملكوت، الذي لا يقف شيء في وجه إرادته وقدرته، ولا يحول مخلوق دون تنفيذ مشيئته وفق حكمته.

وأشار كتاب الله إشارة موجزة إلى بطش الله الشديد، بفرعون وثمود، فقال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ}.

وخُتمت سورة " البروج " بتسفيه ما عليه الكفار من تكذيب وعناد، وتأكيد أنهم مهما كفروا وعاندوا فلن يستطيعوا الإفلات من قبضة الله، الذي هو لهم بالمرصاد، وذلك قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ}، وما دام الله سبحانه (محيطا بهم) فهو الذي ينطق بالقول الفصل في شؤونهم جميعا.

وقوله تعالى في نهاية السورة: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}، إشارة إلى ما لكتاب الله من منزلة عظيمة ومقام كريم، وإلى ما تولاه به الحق سبحانه من " الحفظ الخاص "، بحيث لا يلحقه تحريف ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقص، على حد قوله تعالى في آية أخرى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>