التي يتقرب بها إلى الله عباده المتقون، وذلك قوله تعالى:{بسم الله الرحمن الرحيم وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}، أما " الفجر " فمعناه واضح، وأما " الليالي العشر " فالمراد بها عشر ذي الحجة كما قال ابن عباس وغيره، وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا:(ما من أيام، العمل الصالح أحب إلى الله فيهن، من هذه الأيام)، يعني عشر ذي الحجة، وأما " الشفع والوتر " فهي الصلاة، بعضها شفع وبعضها وتر، كما رواه أحمد في مسنده مرفوعا.
وقوله تعالى:{هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}، أي: لذي عقل ولب، وإنما سمي العقل " حجرا " لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال.
ثم تحدث كتاب الله عما يداخل الإنسان من زهو بنفسه إذا ناله رخاء، وعما يشعر به من هوان إذا نزلت به شدة، فقال تعالى:{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}، ورد