وهل هناك ذكر أجمل وأرفع من ذكر اسمه من أعلى ملايين المآذن الشاهقة، المرتفعة في دنيا الإسلام الواسعة، عند النداء لكل صلاة، (أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله). قال قتادة:" رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ".
وهل هناك ذكر أجمل وأرفع من ذكره عليه السلام في مجمع الأنبياء والمرسلين، وهو لا يزال في عالم الغيب في أصلاب آبائه الأولين، ومن أخذ الله على أنبيائه ورسله ميثاقا غليظا بالإيمان به وبدعوته، وتأييده ونصرته، مصداقا لقوله تعالى في سورة (آل عمران: ٨١): {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}، وفي مثل هذا المقام قال حسان ابن ثابت:
ثم انتقل كتاب الله إلى تبشير الرسول والمؤمنين بأنهم إذا واجهتهم شدة في الحياة، وكانت وجهتهم في أعمالهم خالصة لوجه الله، فإن العناية الإلهية تتعهد دائما بتحويل شدتهم إلى رخاء، وعسرهم إلى يسر، وإذن فلا ينبغي لهم أن يقنطوا من