يعتقد أنه مجرد أسطورة من أساطير الأولين، الأول يقول:{هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}(يس: ٥٢)، والثاني يقول:{يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}(يس: ٥٢).
وقوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}، فسره ابن مسعود والثوري وغيرهما بأن يخلق الله في الأرض نفسها حياة وإدراكا، فتشهد بما عمل عليها من صالح أو فاسد، وفسره ابن جرير وغيره بإحداث الله تعالى في الأرض أحوالا تقوم مقام التحديث باللسان، حتى ينظر من يقول:" مالها "؟ إلى تلك الأحوال، فيعلم أن هذا هو ما كان الأنبياء ينذرون به ويحدثون عنه، ومعنى الآية عند الزمخشري:" تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها، وأمره إياها بالتحديث "، ومعنى {أَوْحَى لَهَا} ألهمها، أو أذن لها.
وقوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ}، أي: ليحاسبوا، يمكن تفسيره على وجهين كلاهما صحيح: -الوجه الأول - يصدر الناس عن مخارجهم من القبور إلى موقف الحساب، فرادى، كل واحد وحده لا ناصر له ولا معين، مصداقا لقوله تعالى:{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}(الأنعام: ٩٤). - والوجه الثاني - يصدر الناس عن موقف الحساب متفرقين حسب أعمالهم، بين سعيد يؤمر به إلى الجنة، وشقي يؤمر به إلى النار. وقال السدي:" أشتاتا "، أي، فرقا.
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}، أي: يره في كتاب حسابه ويسره ما يراه، {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، أي: