للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا سكنى مستمرة، أما منزله الذي سيسكنه وسيستقر فيه فهو إما الجنة وإما النار. عن ميمون بن مهران قال: " كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، فلبث هنيهة ثم قال: " يا ميمون، ما أرى المقابر إلا " زيارة "، وما للزائر بدّ من أن يرجع إلى منزله ". قال أبو محمد: " معنى أن يرجع إلى منزله، أي: إلى جنة أو إلى نار ".

وقوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}، هذا وعيد مضاعف من الله تعالى للغافلين عن آخرتهم، الشاكين في بعثهم وحسابهم، وقوله تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}، هذا تفسير من الله للوعيد الشديد الذي توعد به الشاكين والكافرين، وفيه تأكيد بالغ لما سينالهم من عذاب الله، جزاء شكهم وكفرهم، و " عين اليقين " درجة زائدة على " علم اليقين "، إذ هي " الرؤية التي هي نفس اليقين وخالصته ".

وقوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}، هذا تأكيد قوي؛ لأن الله سبحانه سيتولى سؤال عباده عن كل ما تقلبوا فيه من النعم أثناء حياتهم في الدنيا، ومن تلك النعم الأمن والغنى، والشبع، والظل، والنوم، واعتدال الخلق، وصحة الأبدان، وسلامة الأسماع والأبصار. قال مجاهد: " النعيم عبارة عن كل لذة من لذات الدنيا وقال ابن عباس: " يسألهم الله عن نعمه فيما استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم "، كما في قوله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}

<<  <  ج: ص:  >  >>