وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الحسن الأشعري يقول:(عليك بالصبر، واعلم أن الصبر صبران: أحدهما أفضل من الآخر، الصبر في المصيبات حسن، وأفضل منه الصبر عما حرم الله تعالى). وقال علي بن أبي طالب:" بنيّ الإيمان على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل ".
ومن هنا ننتقل إلى سورة " الهمزة " المكية أيضا، معتمدين على الله.
وهذه السورة يدور الحديث فيها على تنفير المؤمنين من الغيبة والنميمة، ومن الطعن في الناس والازدراء بهم قولا أو فعلا، وفيها وعيد شديد من الله بالعذاب الأليم، لمن يتخذ من أعراض الناس وأحوالهم مجالا للتنقيص والازدراء، وذلك قوله تعالى بعد البسملة:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}، أي: هلاك وخسار لكل هماز لماز، و " الهماز اللماز " من يزدري الناس بقوله أو بفعله، بعينه أو لسانه أو يده، قال ابن عباس:" {همزة لمزة} أي طعان معياب ". وقال الربيع بن أنس:" الهمزة: يهمزه في وجهه، واللمزة: يلمزه من خلفه ".
وقوله تعالى:{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}، هذا وعيد من الله بالخصوص لأولئك الذين يطغيهم الغنى والمال، فينظرون إلى من دونهم من الفقراء نظرة التحقير والازدراء، ويتخذون منهم مادة رخيصة لسخريتهم وهمزهم ولمزهم من أجل كونهم ضعفاء، {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا