أعدائهم، لما حققوا معجزة الفتح الروحي لعقيدة الإسلام، التي اكتسحت العقائد المخالفة في هذا العالم الإسلامي الفسيح، حيث يعيش المسلمون اليوم.
على أن كتاب الله طمأن في نفس الوقت رسوله والمؤمنين، على مصير الإسلام والمسلمين، ووعدهم بظهور دينه على الكافرين، فقال تعالى:{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}.
وقوله تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. فاتحة الآيات العشر، المعروفة في الإسلام بخواتيم سورة آل عمران، وهي الآيات التي كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقرأ بها إذا قام من الليل للتهجد قبل صلاة الصبح، وفي شأنها جاء الأثر (ويل لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها).
وهذه الآية الأولى من العشر الخواتيم دعوة صريحة موجهة من الحق سبحانه وتعالى إلى المسلمين، ليستعملوا ما وهبهم الله من العقول في النظر إلى ملك الله، والتفكر في ملكوته، بغية التعرف عليهما، واكتشاف سننهما، وعن طريقهما يتعرفون إلى عظيم قدرته، ويلمون بدقيق حكمته.
وفي ذلك إيماء إلى أن الله تعالى لم يخلق الألباب والعقول