للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتجنبهم لأسباب خزيه وعذابه، ثم حكى قولهم في مناجاته {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} شهادة على أنفسهم بالإيمان بالله ورسوله، وأملا في الالتحاق بركب (الأبرار) الأبرار الذين ضربوا الرقم القياسي في " البر " حتى عرفوا بوصفه بين الناس، إذ بروا بملتهم وأمتهم وأسرتهم برورا يشمل الآباء والأبناء والأرحام، وجميع أهل الإسلام.

وأخيرا حكى الحق سبحانه وتعالى قوله في مناجاته: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ثقة منهم بوعد الله الذي جاء على ألسنة رسله، ذلك الوعد الذي ينتظره الأبرار الصالحون في موعده بكل ثقة واطمئنان.

وبعدما حكى كتاب الله نماذج من مناجاة المؤمنين الذين يذكرون الله ويتفكرون في خلقه، وكشف النقاب عن دخائل نفوسهم، ومكنونات ضمائرهم، ليعرفهم على حقيقتهم إلى بقية الناس، عاد فأثبت أن الحق سبحانه وتعالى لم يخيب رجاءهم، بل حقق أملهم واستجاب دعاءهم، ووعد على لسان الحق سبحانه وتعالى أن لا يضيع عمل عامل منهم، ذكرا كان أو أنثى، مشيرا بذلك إلى أن باب الذكر والفكر مفتوح في وجه المؤمنين والمؤمنات على السواء، وأنه لا فرق بينهم في مجال التقرب إلى الله، والتسابق للحصول على رضاه، وذلك قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>