للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتفادى الوقوع في كثير من المشاكل، ويعينه الحق سبحانه وتعالى على تخطي العقبات عندما تنزل بساحته النوازل {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} وذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}.

ومن هنا اتجه كتاب الله إلى مخاطبة خلقه أجمعين، ولا سيما الكافرين منهم وعصاة المؤمنين في سياق الوعيد والتهديد، لافتا نظرهم جميعا إلى حقيقة هي أكبر الحقائق وأصدقها جميعا، ألا وهي غنى الله المطلق عن خلقه، أساؤوا أم أحسنوا، أطاعوا أم عصوا، وذلك قوله تعالى: {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}، ثم قدرة الله القاهرة على إفناء الموجود، وإنشاء المعدوم، وقلب أوضاع العالم رأسا على عقب، تأديبا منه للمتمردين على طاعته، وعقابا للعصاة من خلقه، وتعويضا عنهم بمن هم أطوع لإرادة الله وأمره، وبمن هم أحرص على رضاه، وأشد تمسكا بتقواه، وذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا}.

وكأن في هذا الخطاب الإلهي تحذيرا من الهزات والانقلابات والنكبات والكوارث الطبيعية، ودعوة موجهة للمؤمنين إلى أن يقوموا بواجبهم الكامل في تحقيق مراد الله وإعلاء كلمته في الأرض، وإعطاء الخلافة عن الله التي وكلها إليهم في أرضه حقها من الامتثال والفعالية، حتى تكون التوجيهات الإلهية حاكمة عليها،

<<  <  ج: ص:  >  >>