للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}.

وفي هذه الطائفة أو في مثلها نزل قوله تعالى في سورة القصص {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}.

وإذن فالأمر في قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً} الآية يتعلق بمن كانوا على النصرانية ثم تركوها نهائيا وانتقلوا إلى الإسلام، لا بمن أصروا على نصرانيتهم واستمروا عليها ووقفوا في وجه الإسلام يحاربون دعوته، ويطاردون شريعته، ويستعبدون أمته، منذ نشأته الأولى إلى هذه الأيام، فهؤلاء هم الذين تولى الحق سبحانه وتعالى ذكرهم وذكر عقابهم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

ومضى كتاب الله يدعو المؤمنين إلى تجنب مظاهر الرهبانية التي ابتدعها النصارى في دينهم، مطالبا للمؤمنين بتناول جميع الطيبات التي أحلها الله لهم، لكن في غير تجاوز الحدود، ودون إسراف بما يزيد عن الهدف المقصود {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا}.

ولفتت الآيات الكريمة أنظار المؤمنين إلى ما يجب أن يحيطوا به اسم الله من تقديس واحترام، وأنهم لا ينبغي لهم أن يقسموا

<<  <  ج: ص:  >  >>