باسمه العظيم إلا عند الضرورة القصوى {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} منبهة إلى أنه إذا كان الله تعالى لا يؤاخذهم باللغو في أيمانهم، لأنها صدرت منهم عن غير قصد ودون عمد، فإنه سبحانه سيحاسبهم على الأيمان التي قصدوها، وتعمدوا توكيد مقاصدهم بها هل بروا بها أو لم يبروا، وعليهم إذا لم يبروا بأيمانهم أن يكفروا عن تقصيرهم في البرور بها. وحددت نفس الآية الوجوه التي يمكن أن تقع {كفارة اليمين} باختيار واحد منها، وذلك قوله تعالى:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
وجدد كتاب الله الحديث عن تحريم الخمر والقمار، وتحريم الذبائح التي كان المشركون يذبحونها، ويرشون بدمائها أحجارا وثنية مخصوصة يدعونها (الأنصاب) أو يقتسمونها بواسطة قداح أو قراطيس خاصة يدعونها (الأزلام) مبينا الآثار السيئة التي تنشأ عن شرب الخمر وعن لعب القمار، ومعلنا تحريم الخمر والميسر تحريما قاطعا، وذلك قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}.
وهنا يجب التنبيه والتأكيد على أن من صيغ التحريف التي