للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لشركهم وكفرهم: {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.

ثم عقب كتاب الله على ذلك كله، مبينا أنه إنما يفصل الآيات تفصيلا، لتتضح حقيقة الإيمان الكبرى، وليعود السفهاء الضالون إلى طريق الرشد والهدى، والمبطلون المنحرفون إلى جادة الحق والصواب: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم - أي صرفتهم عنه- وحرمت عليهم ما أحللت لهم). وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) الحديث.

وانتقلت الآيات الكريمة لوصف صورة من صور الانحراف، الذي طالما تعرضت له فطرة الإنسان في مختلف العصور، فضربت المثل بحالة المكذبين بآيات الله بعد معرفتها، أولئك الذين ينزلون بانحرافهم من أعلى الدرجات إلى أسفل الدركات. وتشمل هذه الصورة بالخصوص من يكرمه الله بمعرفة آياته ليؤدي حقها في نفسه، وليبلغ رسالتها إلى الناس، ثم يستحوذ عليه الشيطان، فلا يلبث أن ينقلب به الحال، ويصيبه الخبال، ويستبدل بالعطاء سلبا، وبالهدي ضلالا، فيعرض عن النظر في آيات الله، ويعلن الحرب على الله، وينسلخ من دينه وعهده، كما ينسلخ الحيوان الذبيح من

<<  <  ج: ص:  >  >>