للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

" الثوب البالي " ولا يلمز شيئا من ذلك ولا يعيبه، ولقد كان يسقط من الحقوق ما يقبل الإسقاط، حتى قالت عائشة في الحديث الصحيح (ما انتقم رسول الله لنفسه قط).

" وأما الاحتمال، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى ويحتمل الجفاء، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر).

" وأما مخالقة الناس وملاطفتهم فقد كان أقدر الخلق عليها وأولاهم بها: فإنه كان صلى الله عليه وسلم يلقى كل أحد بما يليق به، من شيخ وعجوز، صغير وكبير، وبدوي وحضري، وعالم وجاهل، ولقد كانت المرأة توقفه في السكة من سكك المدينة فيقف لها، ولقد كان يقول لأخ صغير لأنس: يا أبا عمير ما فعل النغير، متلطفا ومؤنسا " والنغير تصغيرالنغر " وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار. ولقد كان يكلم الناس بلغاتهم " أي بلهجتهم " تأنيسا لهم وتطييبا لخواطرهم " كلام ابن العربي ".

وقوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ورد معناه في كتاب الله في آيتين أخريين، وإحداهما في سورة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} وهي قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} وثانيتهما في سورة (حم السجدة) وهي قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قال ابن كثير: " ولا رابع لهن في كتاب الله ".

وأصل " النزغ " الفساد، إما بالغضب أو بغيره، و " العياذ بالله "

<<  <  ج: ص:  >  >>