للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإقامة في الأهل والمال وفي ترك الجهاد. قال " أسلم " راوي هذا الحديث: فما زال أبو أيوب الأنصاري شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم.

وقد نبه مصلحو الإسلام في القرن الأخير، وفي طليعتهم حكيم المشرق جمال الدين الأفغاني الحسيني ومؤرخ المغرب أحمد ابن خالد الناصري الجعفري إلى أن أهم سبب كان ولا يزال لطمع الأجانب في العالم الإسلامي هو إهمال المسلمين، لما أمرهم الله به وحضهم عليه، من العناية التامة بالقوة العسكرية، والفنون الحربية، ومن تركهم الاستعداد للجهاد، واعتمادهم في العدة والعتاد على نفس الأجانب الطامعين في السيطرة على العباد والبلاد.

وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن الأمانة الملقاة على عاتق المسلمين وما يجب عليهم إزاء تلك الأمانة، من أداء وصيانة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

و" الأمانة " شجرة وارفة الظلال ذات فروع وأغصان، ويندرج تحتها جميع الأعمال التي ائتمن الله عليها الإنسان، فتبدأ بالخلافة عن الله في الأرض، والقيام بتطبيق بنود الدستور الإلهي بين جنباتها: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} وتتسع الأمانة شيئا فشيئا حتى تشمل واجب المسلم في جميع مجالات الحياة: واجبه نحو ملته، ونحو أمته، ونحو دولته، ونحو مجتمعه، ونحو أسرته وأولاده، ونحو

<<  <  ج: ص:  >  >>