للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ} أي في سبيل الله {فَتَرَبَّصُوا} أي انتظروا ماذا ينزل بكم من شديد عقابه، وأليم عذابه {حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} أي حتى يغزوكم العدو في عقر داركم، ويسلبكم أعز شيء لديكم: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. روى الإمام أحمد وأبوا داوود واللفظ له عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه بحديث شريف مما جاء فيه: (إذا تركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).

ثم تناولت الآيات الكريمة في هذا الربع موضوعا مثيرا كل الإثارة، ألا وهو " يوم حنين " وماذا جرى في بدايته على المسلمين من امتحان عسير، كان لهم بعد فتح مكة هو أخطر نذير:

ذلك أنه بعد أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتح مكة، وأسلم عامة أهلها، وتمهدت أمورها، بلغه أن هوازن وحلفاءها جمعوا لقتاله جموعهم بقيادة أميرهم مالك بن عوف النضري، وقد أقبلوا ومعهم النساء والولدان والشاء والنعم، وجاؤوا بقضهم وقضيضهم، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيشه الذي جاء معه لفتح مكة، وكان عدده عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وقبائل العرب، ومعه الذين أسلموا من أهل مكة يوم الفتح وهم (الطلقاء) في ألفين من الناس، غير أن هوازن بمن معهم ارتكبوا خدعة حربية كبرى، فكمنوا في وادي حنين، وهو واد بين مكة والطائف، ولم يشعر المسلمون بهم إلا وقد بادروهم بغتة بالقتال في أول النهار وفي عماية الصبح، وثارت في وجوه المسلمين خيل هوازن، فرشقتهم بالسهام والنبال، وحملت عليهم حملة رجل واحد قبل أن يأخذوا أهبتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>