للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه) فلم يسع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اليمين التي حلفها ثعلبة، والتزامه بأداء الحقوق اللازمة عليه في المال، إلى أن دعا له وقال: (اللهم ارزق ثعلبة مالا) ولم يلبث ثعلبة أن اتخذ غنما، فنمت كما ينمي الدود، وضاقت عليه المدينة، فتنحى عنها، فنزل واديا من أوديتها، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة، ويترك ما سواهما، ثم نمت غنمه وكثرت، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمي كما ينمي الدود حتى ترك الجمعة، فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة، ليسألهم عن الأخبار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماذا فعل ثعلبة): فقالوا يا رسول الله: (اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة) فأخبروه بأمره، فقال رسول الله: (يا ويح ثعلبة، يا ويح ثعلبة، يا ويح ثعلبة) ثلاثا. وكما يقال: " نما ينمو " يقال " نمى ينمي " كما جاء في هذه الرواية، فهو من صيغ الأفعال التي جاءت " واوية " و " يائية ".

ولما نزلت فرائض الصدقة - وهي الزكاة - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة من المسلمين، رجلا من جهينة، ورجلا من بني سليم، وكتب لهما كتابا في حدود الصدقة وما يأخذان من المسلمين، وقال لهما: (مرا بثعلبة وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما) فخرجا حتى أتيا ثعلبة، فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، ما أدري ما هذا؟ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي). فانطلقا، وسمع بهما زميله السلمي، فنظر إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بها، فلما رأوها قالوا: (ما يجب عليك هذا، وما نريد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>