إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}. وقوله تعالى هنا:{إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} على غرار قوله تعالى في آية أخرى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: ١٨٦].
فما كان من قوم صالح إلا أن أجابوا نبيهم بنفس الجواب التقليدي الذي اعتاد خصوم الرسالات أن يجيبوا بمثله كافة الأنبياء والرسل، وهذا الجواب يكون عادة عبارة عن مزيج من التكذيب والتجريح والاستهزاء، ومهما اختلفت ألفاظه فإن المعنى الذي يعبر عنه واحد في نهاية الأمر.
ويتضمن جواب ثمود لنبيهم صالح خيبة أملهم فيه، وسوء ظنهم بسلامة عقله، وشكهم البالغ في كل ما دعاهم إليه، واستنكارهم التام لتهجمه على معبوداتهم ومقدساتهم المتوارثة:{قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}.
ويقبل، على الإيمان بصالح، المستضعفون من قومه، بينما المترفون وكبار القوم يواصلون حياتهم على ما ألفوه من الشرك والوثنية.
ولمَّا تخوَّفوا من استفحال دعوته وغلبتها، أخذوا يتحدَّونه ويطالبونه مرة بعد أخرى، بآية محسوسة تراها العين، تكون دالة على صدق رسالته، فكانت تلك الآية التي طلبوها، هي {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}[الشمس: ١٣]، وإنما أضيفت إلى اسم الله لكونها