للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وانتقل كتاب الله من الحديث عن قصة صالح وما انتهت به من عذاب لكفار ثمود إلى قصة لوط مع قومه.

ولهذه القصة علاقة بإبراهيم الخليل عليه السلام إذ كان بينه وبين لوط قرابة روح وقرابة نَسَب، فقد أرسل الله ملائكته إلى لوط عليه السلام ليخبروه بأن موعد هلاك المفسدين الضالين من قومه قد أصبح على الأبواب. وفي طريقهم إلى لوط عرجوا على إبراهيم الخليل واستضافوه، فأحسن ضيافتهم {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}. والحنيذ هو المشوي على الحجارة المحماة، وبشروا امرأته بولادة إسحاق ويعقوب رغما عن فواتها سن الحمل، وبالرغم من شيخوخة زوجها إبراهيم {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}. ودار الحديث بينهم حول قوم لوط وما ينتظرهم من عذاب الله {إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}.

ولما وصل أولئك الملائكة إلى مقر لوط ونزلوا عنده أقبل عليه الفسقة المفسدون من قومه يريدون اغتصاب ضيوفه من الملائكة، فجدد عليهم لوط أمر الله إليهم بالتوبة من جريمة الشذوذ الجنسي، ودعاهم إلى الاكتفاء بما أحل الله من العلاقات الزوجية المشروعة {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي} أي بنات قومي {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>