للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا صلاتان في النهار وقيام الليل ... وقال القاضي أبو بكر (ابن العربي): " لا خلاف أن هذه الآية تضمنت الصلوات الخمس، والذي نختاره أنه ليس في النهار من الصلوات إلا الظهر والعصر، وباقيها في الليل، فزلف الليل ثلاثة: في ابتدائه، وهي المغرب، وفي اعتدال فحمته، وهي العشاء، وعند انتهائه، وهي الصبح ".

وقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} عقب الأمر بالصلاة مباشرة، شبيه بقوله تعالى في آية أخرى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥]. فالصلاة إذا أقيمت على الوجه الأكمل هي أحسن الحسنات، وهي أكبر مطهر ومكفر للسيئات، بما تعين عليه من محاسبة النفس على الأوزار، وما تدفع إليه باستمرار من التوبة والاستغفار. جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا غمرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيئا؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الذنوب والخطايا) رواه مالك في الموطأ، والبخاري في الصحيح، والترمذي في السنن، وأحمد في المسند. وروى الإمام أحمد من حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن). والمراد " بالنهر الغمر " في حديث أبي هريرة: كثير الماء.

وقوله تعالى هنا: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فيه إشارة إلى أن الله تعالى قادر على أن يضطر الناس جميعا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>