واتصل ذلك بأطراف العسكر المجرد وعليهم مكتوب «١» . وهم زيادة على المئتي فارس فما مر شيء إلا وقع كرمية سهم وأكثر. وحمل السروج والجواشي وآلات الحرب، وحمل خرجا فيه تطابيق نعال الخيل حتى علّى رمية سهم. ورفع الجمال بأحمالها حتى ارتفعت قدر رمح على الأرض وحمل كثيرا من الغلمان والجذم. ثم غاب الثعبان نحو الشرق. ووقع بعده مطر.
ومنها:«٢»
وفي سنة اثنين وسبعمائة في يوم الخميس ثالث عشر من الحجة عند صلاة الصبح سمع بمصر للحيطان قعاقع وجاءت الزلزلة فخرجت «٣» النساء من البيوت وتساقطت الدور وانهدمت المآذن «٤» . وخرجت رياح فغاص ماء السيل حتى ألقى المراكب. خرج الناس إلى ظاهر القاهرة. ونصبوا الخيم من بولاق إلى الروضة.
وورد الخبر من الاسكندرية بأن المنار انشق وسقط من أعلاه نحو الأربعين بدنة «٥» . وأن البحر هاج وألقى الريح موجه حتى وصل باب البحر وصعد بالمراكب (٥٤ ظ) م* الافرنجية على من سقط جانب كبير من القمح «٦» .
وقدم الخبر من الوجه القبلي بأن في اليوم المذكور هبت ريح سوداء مظلمة حتى لم يرد أحد قدر ساعة ثم ماجت الأرض وظهر من تحتها رمل أحمر غض، وفي بعض المواضع رمل أحمر، وكشطت الريح مواضع من الأرض وظهرت عمائر قد ركبها الرمل.