سنة خمس وعشرين وثمانمائة. ودفن الجمعة ثاني اليوم وصلى عليه بالجامع الأعظم بكرة النهار. ودفن بسفح جبل جوشن. بحوش مشهد الحسين عند أجداده. وكانت جنازته مشهودة. وله من العمر نيف وأربعون سنة «١» . وقد رثاه الأديب شمس الدين بن عبد الأحد المخزومي الحلبي- شاعر بني السفاح- بقصيدة، ولم يذكرها شيخنا المذيل في تاريخه.
وأولها:
قل للمنية طولي أم قصري ... نلت المنى وبمثله لن تظفري
هو سيد الأرض الذي غيبته ... منها قضاء فخذي سواه أو ذري «٢»
ماذا عساك تصيبين من بعده ... هل تبلغين شبيهه في الأعصر
كان ابن بنت محمد ها قد قضى ... فنّي الورى وغدا قيام المحشر
(١٧ و) ف
بوفاته الدنيا خلت من أهلها ... والأرض موحشة فما من مخبر
وترى السما [ء] بها الجواري خنس ... والبدر ساه بينها كالمفكر
هل بعد بدر الدين يا بدر الدنا ... نور يروق عيانه للمبصر
أين ابن عز الدين عز وجوده ... وبفقده وجد البلاء الأكبر
يا صيحة الناعي به كم أخمدت ... من أنفس بوفاته لم تفتر
سار السرور مصاحبا لسريره ... وأقام طول الحزن غير مقصر
ما كان أبهج قبره من حفرة ... تزهو وأشنع داره في المنظر