أسر سيف الدولة في هذه الوقعة قسطنطين- ولد الدمستق- وحمله الإبريق إلى بيت الماء. وكان أمرد، فخرج فوجده قائما يبكي، واعتل عنده فمات. فكتب إلى أبيه يخبره أنه لو كان هو المتولي تمريضه ما فعل ما فعله سيف الدولة.
وترهب الدمستق بعد الوقعة ولبس المسوح «١» .
قال في تاريخ الإسلام: في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة في صفر وجه ملك الروم رسولا فقدم على سيف الدولة يسأله الهدنة فاحتفلوا لدخوله من إظهار الزينة والسلاح الكامل فاستعظم ذلك وقال: أظن أن هذا جيش الإسلام كله قد اجتمع. قال له سيف الدولة: بل هذا شيء يسير من جيوش بني حمدان ومعظم الجيش مع أخي ناصر الدولة.
وفيها:
جدّ سيف الدولة في بناء الحدث «٢» وأن ملك الروم أنكر على الدمستق وقال متى خليته يبنيها يطلب قطعة كبيرة من أرض الروم فسار في جيوشه فلم يشعر سيف الدولة وهو نازل عليها إلا بقوم من الأرمن قد وافوه يطلبون الأمان فاستراب بهم