وقررهم فصدقوه بأن الدمستق قد أقبل وعظموا الأمر وأن بينه وبينه أميالا وكان كثير من الجند في الإقطاعات وليس عند سيف الدولة شك من أن جيش الروم يقصده ولا يتخطى ناحيته فعبأ أصحابه وطلعت جيوش الروم ورحل المسلمون فحمل سيف الدولة في غلمانه حملة قتل فيها بيده فارسا فولت الروم وأخذتهم السيوف فقتل خلق، وأسر نحو ثلاثمائة بطريق بيمند وابن أخت الدمستق وزوج ابنته لعبد. وأحد الأبطال المذكورين الذي كان قد أخذ الحدث وخربها. وكانت القتلى نحو أربعة آلاف. ولم يصب من المسلمين إلا دون العشرة. وجرح جماعة.
وفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: كانت وقعة عظيمة بنواحي حلب بين الروم (١٨ ظ) ف وسيف الدولة فقتلوا معظم رجاله وغلمانه وأسروا أهله وهرب في عدد يسير.
وفي حوادث سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة: كانت غلبة الروم على عين زربة وتل موزة.
والخليج. وتل صوعا، وحمام نوفل. وأرقنينة، وما بين هذه المدن من القرى والرساتيق.
وقد قيل: بل كان في سنة تسع وأربعين.
وصار إلى بلد الروم وفي يد الطاغية من المسلمين والمسلمات مائة ألف وعشرون ألفا فيهم من أهل الأخطار والأشراف بشر كثير وذلك بعد قتلهم مالا يقع به إحصا [ء] .
وأدركهم البرد الشديد فتلف أكثر المسلمين من الخوف عليهم والأسف ما جل من الوصف، ولم يكترث بذلك من بيده الأمر والنهي، والحل والعقد، ولا ألفى لديهم أنفة الأحرار، ولا غير الأبرار. والله المستعان.
وأكثر شعرا [ء] الثغور ... الرأى فيما حل بهم. فقال إبراهيم البجلي المصيصي كلمة طويلة أولها: