ولم يزل بها مدرسا إلى أن ورد على حلب ولده قاضي القضاة نجم الدين أبو البركات عبد الرحمن من حماة في أيام الظاهر غازي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فوليّ تدريسها بنفسه.
ولم يزال إلى أن رحل عن حلب إلى حماة فتوفي بها يوم (٤٤ ظ) ف الثلاثا [ء] ثامن عشر رمضان سنة اثنين وعشرين وستمائة. واستخلف فيها فخر الدين سرحان بن الحسن بن الحسين الأرموي. وكان ينوب عن والده الشيخ شرف الدين. ولم يزل بها مدرسا نيابة واستقلالا إلى أن خرج من حلب سنة خمس وستمائة يريد إربل. فلما وفد على الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري «١» - صاحب إربل- أكرمه، واحتفل به. وكان يتردد إليه. فأقام بإربل إلى أن توفي في حادي عشر جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة.
قلت «٢» : «قال ابن المستوفى في تاريخ إربل: سبب خروج سرحان من حلب أنه كان بمدرسته بركة ماء فيها سمك فغسل الفقهاء «٣» يوما ثيابا وألقوا ماء الصابون في البركة.
فمات السمك. فأخبر بذلك. فضرب الفقهاء. وأخرجهم من ذلك المكان. فأخرجوه.
وتولى تدريسها بعد خروجه من حلب الشيخ شهاب الدين عبد السلام بن المطهر بن الشيخ شرف الدين أبي سعيد عبد الله «٤» بن أبي عصرون. واستناب (٤٥ ظ) م ولده قطب الدين أحمد. ولم يزل متوليها إلى أن توفي بدمشق في الثامن والعشرين من المحرم سنة اثنين وثلاثين وستمائة.