وشادبخت المذكور استمر أمره بالقلعة، وحفظها على ولد نور الدين الصالح مدة حياته. وكان شاذبخت شهما من الرجال ذا رأي سديد، وعقل وافر، وتدبير حسن، وله اليد البيضاء في فعل المعروف، وبناء الربط والمدارس.
بنى بحلب مدرستين:
- هذه
- والأخرى ظاهر حلب شماليها؛ وكان يعرف بمشهد الزرازير. ورأيته وهو عامر.
ثم إن الدولة هدمته. وأخذوا الحجارة لعمارة سور حلب. والفاعل لذلك باك نائب السلطنة بقلعة حلب في زمن الأشرف.
ونقل ابن العديم عز الدين وقفه بمربع شريف إلى الشاذبخيتية المذكورة. انتهى. ووقف شاذبخت المذكور أوقافا على الصدقات. وعلى خانقاه سنقر جار وقف بحران خانقاه للصوفية. ولما توفي الصالح حفظ حلب. ولم يزل يأمر فيها وينهى إلى أن قدم عز الدين.
انتهى ما رأيته بخط ابن عشائر.
ولما كملت هذه المدرسة استدعى من سنجار نجم الدين مسلم بن سلامة ليوليه تدريسها فقدم حلب وأصبح ليذكر بها الدرس. واحتفل شاذبخت لوليمة يعملها فسير الظاهر غازي إليه وسأله أن يوليها موفق الدين بن النحاس فلم يسعه مخالفة الظاهر. وانعكس عليه مقصوده. فتولى الموفق المدرسة. وسار النجم عن حلب. انتهى.