وهؤلاء الطائفة منسوبون إلى الشيخ جمال الدين محمد الساوجي الزاهد. قدم دمشق وقرأ القرآن والعلم، وسكن جبل قاسيون بزاوية الشيخ عثمان الرومي (٧٤ ظ) م وصلى بالشيخ عثمان مدة. ثم حصل له زهد وفراغ من الدنيا فترك (٧٧ ظ) ف الزاوية.... «١» ،
وأقام بمقبرة باب الصغير بقرب موضع القبة التي بنيت لأصحابه وبقي مديدة في قبة زينب بنت زين العابدين فاجتمع فيها بالجلال الدركزيني والشيخ عثمان كوهي الفارسي الذي دفن بالقنوات بمكان القلندرية.
ثم أن الساوجي حلق وجهه ورأسه فانطلى على أولئك حاله الشيطاني فوافقوه، وحلقوا. ثم فتش أصحاب الشيخ عثمان «٢» الرومي على الساوجي فوجدوه بالقبة فسبوه، وقبحوا فعله، فلم ينطق ولارد عليهم. ثم اشتهر. وتبعه جماعة وحلقوا وذلك في حدود العشرين والستمائة فيما أظن. ثم لبس دلق»
شعر وسافر إلى دمياط. فأنكروا حاله وزيه المنافي للشرع. فزيق بينهم ساعة وإذا هو بعد رفع رأسه فيما قيل شيبة كبيرة بيضاء، فاعتقدوا فيه، وضلوا به حتى قيل أن قاضي دمياط وأولاده وجماعته حلقوا لحاهم وصحبوه والله أعلم بصحة ذلك. انتهى.
توفي بدمياط، وقبره مشهور، وذكر شمس الدين الجزري أنه رأى كراريس من تفسير القرآن الكريم للشيخ جمال الدين الساوجي بخطه إلى أن قال: وذكر ابن اسرائيل الشاعر أن هذه الطائفة ظهرت بدمشق سنة نيف وستمائة. انتهى.