للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا للرجال فهل للوقت من رجل ... يقوم منتصرا لله محتسبا

ويخلص القصد من سر ومن علن ... ويفقد الناس من قال قد اضطربا

كم روج الطاهر المعمور من رجل ... على الغبي وأخفى الباطل الخربا

لكن لدى النقد ما يخفى على فطن ... لا سيما الصارم البتار إن ذربا (٩٠ و) م

اعنى شهاب الدنا والدين ناظرنا ... نجل الأكارم والسادات والنجبا

ومن إذا يمم الراجون ساحته ... أضحى لهم جبريل المرتجى سببا

و «١» لما سكن الشيخ بدر الدين المذكور في هذا المسجد المتقدم كان جميع ما يحتاج إليه يأخذه من بيت شيخنا المذيل. وكان في لسانه سلطة على الأكابر. وكان الظاهر عيسى صاحب ماردين يقول: «يا الله السلامة من لسان ابن سلامة» . وكان يحسن إليه ويكرمه.

دخل مرة إليه فإذا هو في الطريق بالوزير الحاج فياض والأمير اصغا يأكلان لبنا وعسلا فما أطعماه فقال لهما: لا هناكم الله. ودخل إلى الظاهر وحكى له ما لقيه فأسر له بجائزة سنية.

وكان يقرأ بعض البخارى بالجاولية ويجتمع الناس عنده فيحكى لهم حكايات من الرقائق والعامة تميل إلى ذلك. وكان يكتب الشيء ثم يلصق فوقه. ثم يكتب ثم يكشط ثانيا ويكتب عليه.

وأصابه الفالج في آخر عمره فتوفى بعد العصر نهار الاثنين سابع عشري صفر سنة سبع وثلاثين وثمانمائة. وكان شيخنا الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين قد قدم حلب للأخذ عن والدي فخرج في جنازته وصلى عليه ودفن «٢» بجبانة خارج باب الفرج «٣» . [انتهى] .

<<  <  ج: ص:  >  >>