ولو استوفينا وصف هذه القلعة لأطلنا. وفي الجملة ما رؤي مثلها....... «١»
ولما تزوج في سنة تسع وستمائة بضيفة خاتون ابنة عمه الملك العادل التي (١٠٤) ف حكمت في حلب بعد وفاته. وأسكنها بها وقعت نار عقب العرس فاحترقت وجميع ما كان فيها من الفرش والمصاغ والآلات والأواني. واحترق معها الزردخاناة. وكان الحريق في حادي عشر جمادى الأولى من سنة تسع. ثم جدد عمارتها وسماها «دار الشخوص» لكثرة ما كان منها في زخرفتها وسعتها أربعون ذراعا في مثلها.
وفي أيام العزيز ولده وقعت من القلعة عشرة أبراج مع أبدانها وذلك في سنة اثنين وثلاثين وستمائة. ووافق ذلك زمن البرد، وكان تقدير ما وقع خمسمائة ذراع وهو المكان المجاور لدار العدل، ووقع نصف الجسر الذي بناه الملك الظاهر فاهتم الأتابك شهاب الدين طفربك بعمارتها فجمع الصناع واستشارهم فأشاروا أن يبني من أسفل الخندق على الجبل ويصعد بالبناء فإنها متى لم تبن على ما وصفناه وقع ما بنى (٩٤ ظ) م عاجلا وطرأ فيه ما طرأ الآن. وإن قصدها عدو لم يمنعه. فرأى «٢» الأتابك أن ذلك يحتاج إلى مال كثير ومدة طويلة فعدل عن الرأي. وقطع أشجار الزيتون والتوت وترك الأساس على التراب وبنى.
ولهذا لما نزلتها التتر لم يتمكنوا من أخذها إلا من هذا المكان لتمكن النقابين منه.
وفي سنة ثمان وعشرين بنى فيها العزيز دارا إلى جانب الزر دخاناه. يستغرق وصفها الأطناب، ويقصر عنه الإسهاب. مساحتها ثلاثون ذراعا في مثلها. ولما