فوحقّ نعليها وما وطئ الثرى «١» ... شيء أعزّ عليّ من نعليها
ما كان قتليها لأنّي لم أكن ... أبكي إذا سقط الغبار عليها
لكن بخلت على سواي بحسنها «٢» ... وأنفت من نظر العيون «٣» إليها
وإذا اشتاق إلى الغلام قبل البرنيه المجبولة من رماده وملأ قدحه منها وبكى. وأنشد يقول فيه:
أشفقت أن يرد الزّمان بغيره ... أو أبتلى بعد الوصال بهجره
قمر «٤» أنا استخرجته من دجنه ... لبليتي وأثرته «٥» من خدره
فقتلته وله عليّ كرامة ... ملئ الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي به ميتا كأحسن نائم ... والطرف يسفح دمعتي في نحره «٦»
غصص تكاد تفيض «٧» منها نفسه ... ويكاد يخرج قلبه من صدره
لو كان يدري الميت ماذا بعده ... بالحيّ منه بكى له في قبره
أأقول: هذا الذي يقال فيه الجنون فنون، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من فعل هذا المجنون على أنه أرق الناس شعرا. وأكثرهم للمحبوب ذكرا.
فمن شعره في الدعاء على المحبوب:
كيف الدعا [ء] على من جار أو ظلما ... ومالك ظالم في كل ما حكما
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute