لا وأخذ الله من أهوى بجفوته «١» ... عني ولا اقتص لي منه ولا انتقما
أقول: صار الطالب مطلوب. هذا الفقه المقلوب. ما كفاه أنه فعل بالأحباب مالا يفعل بالكلاب. حتى تقول هذا الكلام فهو في الخفة والطيش. وقتل المحبوب لا في أيش ولا على أيش «٢» .
قلت: وهذا لا ينكر عليه فقد تقدم الكلام على أهل حمص «٣» وخفتهم في طبائع البلدان أ.
فنقول:
[التركي وجاريته] :
ذكر الشيزري في كتاب:«روضة القلوب»«٤» : أنه رأى بحلب سنة خمس وستين وخمسمائة/ رجلا تركيا له جارية رومية يهواها وأنها أحبت شابا خياطا فاعملت الحيلة في وصاله فلم تقدر. فطلبت من سيدها أن يعتقها ويتزوجها ففعل ثم أراد (تزويجها)«٥» فأنظرته لوقت ثم أرسلت للخياط فتزوجته عند القاضي محي الدين أبي حامد محمد بن محمد بن الشيزري «٦» . فلما بلغ التركي ذلك صاح صيحة عظيمة ثم اختلط ذهنه «٧» وتوسوس. فحمل إلى البيمارستان فأقام مقيدا بالحديد خمسة أيام لا يأكل ولا يشرب حتى مات في تلك الأيام.