قويق إذا شم ريح الشتاء ... تشم الخلافة من جيبه «١»
وفي وغد من عتبه ... فليس ملوما على عيبه
وقال أبو القاسم الحسين بن علي المغربي:(١٠٣ و) م
أما قويق فلا عدته مزينة ... من خدرها برز الغمام الصيب
(١١٥ و) ف
نهر لا بناء الصبابة معشق ... فيه وللصاد الملوح مشرب
وقال الصنوبري «٢» :
قويق على الصّفراء ركّب جسمه ... رباه بهذا شهّد وحدائقه
إذا جدّجدّ الصّيف غادر جسمه ... ضئيلا ولكنّ الشتاء يوافقه
يريد أن أصحاب الأمزجة الصفراوية تنحل أجسامهم في الصيف ويوافقهم الشتاء ويريد أن قويقا يقل ماؤه في الصيف حتى يبقى حول المدينة كالساقية وربما انقطع بعد السنين بالكلية «٣» . انتهى.
وقال أيضا:
لله يوما مد في صدره ... قويق مقصور جناحيه
مصندلا يلثم ماء الحياة ... منه لمخضر عتذاريه
وقد وصفه الشعراء كثيرا لكنا اقتصرنا على ما ذكرناه لعلمنا أن الصنوبري لا يشق غباره في وصف حلب. ولا فيها أحد عداه. ولا يبلغ العشر من مداه.
خاتمة: كان أبو الطيب المتنبي مع الشريف أبي إبراهيم على سيف قويق وهو يسايره ويحادثه ويناشده فمر على رجل معه قصبتان بينهما شبكة وهو يضعها في الماء ويرفعها فقل أن تخرج وما فيها شيء من دق السمك فوقفا ينظران إليه. فقال الشريف