إليه جماعة من العلماء بها كالمؤيد العرضي، والتقي علي الجويني، وابن طلب. وغيرهم.
وجمع حكماء مملكته وأمرهم أن يرصدوا الكواكب ويحققوا أمرها، وكان واسع الصدر يطلق الكثير من الأموال والبلاد مما يشح التتار بمثله؛ فإن الغالب عليهم الشح، وكان على قاعدة المغل في عدم التقيد بدين أو الميل إليه. وإنما كانت زوجته قد تنصرت وكانت عضد النصارى ويقيم شعارهم بتلك البلاد التي استولى عليها وكان سعيدا في حروبه وحصاراته لم يرم أمرا إلا سهل عليه وحصل في قلوب الناس كافة من الرعب منه ما أوجب انقيادهم إليه أو هربهم من بين يديه فطوى البلاد واستولى على الأقاليم وفتك في الشام.
ورأيت في بعض التواريخ قال: لما ملك هلاكو الشام أحضر النصير الطوسي «١» وقال انظر من يملك مصر من عظمي أو مقدمي عساكري فقد قيل أني لا أملكها فنظر فلم يجد من أسماء من يملكها إلا كتبغا. وكان صهر هلاكو يسمى كتبغا نونين فظنه هلاكو إياه. فانفذه على العساكر الذي خذلهم الله تعالى على يد المظفر على عين جالوت.
[هلاكو وابن المستعصم] :
وحكى سراج الدين الأرموي أنه لما توجه إلى هولاكو «٢» رسولا من جهة صاحب الروم بعد أخذه بغداد. قال: دخلت عليه فوجدت حوله صبيا صغيرا يلعب فأخذ بمجامع قلبي فلم استطع كف بصري عنه. فلما رأى ذلك هلاكو قال للترجمان: