قل له أتعرف هذا الصبي من هو. فلما قال لي الترجمان ذلك قلت: لا. قال: فلم تديم النظر إليه قلت: أجد في نفسي الميل إليه عن غير اختياري. قال: هذا ولد الخليفة. قال سراج الدين: فقمت قائما وقبلت قدمي ذلك الصغير. فقال هولاكو للترجمان: عرفه أنا قد أقمنا له من يؤدبه بآداب المسلمين، ويعلمه دين الإسلام. ولم ندخله في دين المغل. قال الأرموي: فقلت له من الشكر ما على ذلك ما ناسب. وتحققت رجحان عقله. أ
وذكر أن هذا الولد اسمه المبارك أبو.... «١» وبقي عنده إلى أن مات.
وقرأت في سيرة الظاهر بيبرس أن في شهر رمضان سنة أربع وستين وستمائة وصل المبارك ولد المستعصم الذي كان عند هولاكو وصحبته جماعة من أمراء العربان فأنزله نائب الشام جمال الدين النجيبي ولما وصل السلطان إلى دمشق سير إليه جلال الدين بن الداودار الطواشي ... فما عرفوه وظهر أنه بخلاف ما أظهر فسيره إلى مصر محتفظا عليه.
[كتاب هولاكو إلى الناصر] :
وفي سنة ثمان وخمسين وستمائة- في وسط العام- قرئ بدمشق كتاب. هولاكو بسبب الناصر «٢» وذلك قبل أن يصل إليه وهو:
أما بعد فنحن جنود الدنيا ب ننتقم ممن عتا وتجبر. وطغى وتكبر ... ونحن قد أهلكنا البلاد وأبدنا العباد. وقتلنا النسوان والأولاد. فيا أيها الباقون أنتم بمن مضى