وقال له: الرأي في ذهابك إلى مصر لتزيل ما في خاطر السلطان منك. وإن أنت أقمت يقول السلطان هذا عزلت فما التفت إليّ. ويتأثر منك، ويحصل شر عظيم.
فما زال به حتى حركه للسفر إلى القاهرة فاهتم في ذلك وسافر من حلب إلى القاهرة فدخلها/ (١١ و) في يوم الاثنين رابع عشر ربيع الآخر من سنة ثلاث كما قاله شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل ونزل بيت صديقه القاضي شرف الدين المشار إليه وخرج وسلم على السلطان فأرسل له ألف دينار فقال السلطان: هذا يرشيني على القضاء. فبلغ ذلك شيخنا فخرج إليه وقال له: هذا قدمته لمولانا السلطان لا على سبيل الرشوة، بل كنت نذرت إن مكن الله السلطان بمن خرج من طاعته يكون عندي لبيت مال المسلمين ألف دينار، ففرح السلطان بذلك ظاهرا. ولما سافر من حلب قال القاضي ابن الخرزي: استعجل القاضي علاء الدين في ذهابه إلى القاهرة فإن السلطان لا يوليه هذه الأيام فكان ما قال. فأقام شيخنا بالقاهرة والناس يأتون إليه من كل فج ويتكلمون في العلوم الشرعية، وهو يتكلم فيها فكل أحد أثنى فضله وعلمه. فقدم القاهرة (حطط) نائب القلعة بحلب وكان له يد عند السلطان لأنه هو الذي أمسك القلعة له، وحفظها عليه ولم يمكن تغري ورمش من أخذها ففرح السلطان به وخلع عليه وأعاده إلى ولايته فلما خلع عليه خلعة السفر استعرض حوائجه فقال: أريد أن تولي قاضي حلب القضاء وأن آخذه معي فأجاب إلى ذلك وخلع عليه وأعاده إلى وظيفته فسافر إلى حلب وكان ذلك أثناء شعبان؛ قال شيخنا أبو الفضل. ورأيت بخط بعضهم أنه أول رمضان وشيخنا أعلم بذلك وسافر ابن الخرزي إلى حماة. وكان ذلك في الشتاء فمرض شيخنا المذيل في الطريق ووصل حلب وهو متوعك في أواخر رمضان وكان معه في هذه السفرة دواداره محمد فمرض أيضا معه ومات قبله بيسير وتحدث بعض الناس بأنهما سقيا فالله أعلم.
ثم ثقل في المرض وكان مرضه ذات الجنب فلازم الفراش فدخلت عليه يوما