وحكى أن أبا الطيب قيل له في مجلس سيف الدولة إن المحال ما يطابق الاستقامة لكن القافية ألجأتك إلى ذلك. ولو فرض أنك قلت: كأنك مستقيم في اعوجاج كيف كنت تضع في البيت الثاني. فقال: ولم نتوقف؟ فإن البيض بعض دم الدجاج.
رجع: ذكر أنه سمع من البلقيني والعراقي ومن جلا [ل] الدين بن البلقيني وابن الجرزي وشرف الدين بن علوى بمدينة تعز ومن جمال الدين الزجاجي باليمين. وجمال الدين العبدوسي وابن مرزوق «١» وهما من علماء المغرب. وقرأت عليه شيئا من الصحيحين والسنن وذلك في ربيع الأول سنة خمس. ولما نزل الشرفية بحث معي في صفات الفعل فقلت له: تعلتها حادث. فقال: بل قديم. فقلت له: فيلزم قدم العالم فأخذ في الصياح واللفظ كعادته حتى يظن أن الحق معه. وحضر عندي قراءة البخاري. فقرأت:" إني لأرى مومنا....." بفتح الهمزة. فرد عليّ بالضم فقلت له النووي ضبطه بالفتح فمن ضبطه بالضم، فسكت ولم يستحضر أن القرطبي قال الرواية بالضم، وعمل المواعيد بالجامع. فقال في بعض مواعيده: عنان السماء بالكسر. والصواب بالفتح.
وكان كثير الدعاوى، وصنف كتابا في الفقه بحلب سماه:" الإرشاد". وله ترجمته في مشايخي. ورأيت للعلامة تقي الدين ابن قاضي شهبه ترجمة في تاريخه بترجمة غير حسنة وأورد فيها مقامة عملها الشيخ برهان الدين الباعوني وهي غاية في الأدب وذكر فيها مثالبه وما انطوى عليه وظهر منه في قضاء دمشق. وولي قضاء دمشق.
وولي قضاء أسيوط سنة خمس وعشرين، ثم طرابلس، ثم الشام، ثم حلب، أما