الشام فعوضا عن بهاء الدين بن حجة «١» / (١٥ ط) م سنة ثمان وثلاثين ببذل أربعة آلاف دينار، ووليها أيضا ثم عزل بالونائي. والحاصل أنه لا يبالي بما يقول ولا يثبت ولما ولّي القضاء بحلب سكن بالخانقاه الشمسية وأراد أن يقلع بلاط مغارتها. وقدم معه شمس الدين محمد البلاطنسي «٢» وكان نقيبه ولا يبالي من أن يجمع المال فأصبح ميتا. فادعى أنه شرب الخمر ومات نسأل الله السلامة.
وله نظم أنشدني منه وهو ركيك. لا جزالة فيه. ومنه كما شاهدته بخطه يمدح القاضي ضياء الدين ابن النّصيي:
كل الأنام إلى الضياء توجهوا ... حسا ومعنى فهو بغية قاصد
ونجومه كالزهر ضاءت في الورى ... كالشمس في الدنيا لنفع حامد
حصنته وبنيه بالسبع الذي ... في الخمس تتلى من عدو حاسد
وتوفي سراج الدين المشار إليه بالقدس يوم الثلاثاء حادي عشر صفر سنة إحدى وستين؛ كذا نقل عن كتاب القاضي محب الدين أبي الفضل بن الشحنة منفيا. وفي يوم الأحد رابع ربيع الأول توفي الخليفة داود بن محمد المعتضد أبو الفتح بن المتوكل «٣» قارب تسعين سنة وعهد لأخيه سليمان. وكتب في عهده وورث سليمان داود.
وفي يوم الخميس تاسع عشر جمادى الأولى منها قدم قاضي المسلمين جمال الدين يوسف بن قاضي المسلمين أبي العباس أحمد بن ناصر بن خليفة فرج بن عبد الله ابن يحيى بن عبد الرحمن الباعوني «٤» قاضيا، شافعيا، وعزل ابن الخرزي، ولبس