وكان يفتي بالمسألة..... «١» ولا يوقع الطلاق بها لكن صورتها إذا قال متى أو، أن، أو إذا، فكان هو يظن أن كلما كان. وإذا ومتى فتكتب على الفتوى أنه لا يقع الطلاق بكلما. وكان يفتي بأشياء ليست جارية على قاعدة المذهب.
وكتب صداقا نظما ونثرا للشيخ شمس الدين البوادي «٢» الذي كان بحلب شاهدا بسوق الهوى، فمنه:
يا له من خاطب ما أجمله ... وعروس بالبها مستكملة
ومن الأمر إذا بينهما ... فلها لاق ولاقت هي له
وله قريب يقال له شمس الدين محمد بن الحصوني يعرف بمنطاش كان يجلس مع العدول على باب المدرسة الأسدية ويكتب بخطه المالكي وهو لا يدري مسألة لكنه كبير العمة. واسع الأكمام. لقد سمعته مرة يسأل شيخنا المؤرخ في درس الأسدية: هل يصح السلم في الدقان «٣» . فلم يرد عليه شيخنا شيئا لجهله. وكان سخيف العقل يدّعي معرفة الشعر وأنه ينظم وهو لا يقيم الوزن، ولا يدري البحور بل يهزأ به الناس ولا يدري.
وما أحقه بقول الشاعر:
قال حمار حكيم توما ... لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط ... وصاحبي جاهل مركب
لأنه يجهل ويجهل أنه يجهل.
ولما قدم الأشرف برسباي حلب ومعه القضاة مدح العلامة بدر العيني بشيء فقال: