منه أن السلطان قلده وزارة المشارق والمغارب. فقال في وجهه القاضي عبد الباسط:
المفاسي والمضارط وفي آخر عمره افتقر افتقارا زايدا وعزل من المناصب. ولم يتول منصبا ومات رث الحال. قليل المتاع وكان بحلب كتب له القاضي الفاضل زين الدين أبو حفص عمر بن القاضي ضياء الدين محمد النصيي «١» الشافعي بأبيات منها:
ملكت رقاب العالمين جميعهم ... بفضل صلات منك يا صاحب الفخر
غرست ثمار الفضل في كل نبعة ... فلا زلت محبورا «٢» من الله بالنصر
وفقت الورى بالعلم والفضل والتقى ... وفي الرأي والأفعال والنهي والأمر
وقد صرت من بعض ... «٣» فإن نجد ... بها من عيوب عظما أنت بالستر
وفي تاسع عشر شعبان توفي الشيخ بدر الدين الحسن بن أحمد الحصوني «٤» الشافعي فجأة وصلى عليه يوم الجمعة بالجامع الأموي وكان فاضلا أمره ذكيا اشتغل كثيرا، ثم ترك ذلك، وباشر وظائف بحلب، فعوقب وصودر وكان يضرب ببعض الآلات ثم صار شاهدا بباب الجامع الأشرفي في داخله دكة للعدول ثم أزيلت، وخطه حسن إلى الغاية في مبدأ أمره، وكتب على الفتوى وكان مستهلا في فتواه، وقليل الصلاة. وله نظم كثير.