وقدم حلب قبل ذلك أيضا سنة عشرين وعمل الميعاد بجامع حلب وكان قراجا يجلس على باب الجامع يبيع من غير شاش. وكان يرى أن الطلاق الثلاث واحدة وعزر على ذلك بدمشق. وهو لا يرجع ولما عزروه، وطافوا به شوارع دمشق ولما فرغوا من ذلك قال لهم: هل بقي شارع أيضا ولم يتأثر من ذلك.
وخرج من بغداد لما نكب نظام بغداد وقدم/ (٣١ ط) م الشام وكان مطرح الكلفة له صوت جهوري ويخطب خطبا بليغة، ويحفظ غالب (البقرة لأبي الفرج ابن الجوزي) ومواعيده منها.
وفي الليلة المسفر صباحها عن نهار السبت سابع شوال توفي الشيخ بدر الدين محمد بن تاج الدين بن عشائر الحلبي الشافعي. وصلى عليه بجامع حلب- ودفن بالفيض بتربة بني مقلد. وكان شيخا مسنا يكرمه الناس لأجل أسلافه. وهو عار عن العلم. وفي يده وقف أسلافه. وفي محنة تيمور رآه حسين بن مصطفى وحسين في أيدي التتار فدلهم عليه فأخذوه وعذبوه. فجاء بهم إلى الشرفية إلى بيتهم الذي هو لهم بشرط الواقف وهو على يسار الداخل إلى المدرسة. وله دفينة بالبيت فأخرج ذهبا يقرب من ألف دينار فأخذوه وتركوه.
وفي ثالث عشر ذي القعدة بين الظهر والعصر دخل غرب باك قاصد صاحب الروم، ودخل دار العدل ومعه جماعة من الفرنج عدتهم خمسة عشر رجلا أحدهم ابن أخي تبكو بن الأنكرس، والآخر يدعى يعقوب من أكابرهم. والثلاثة عشر من الأنكرس. كذا أخبرني غرب باك المذكور عند اجتماعي به بجامع حلب وشاهدتهم عليهم آلة الحرب وعلى رؤوسهم خوذ غريبة الأشكال ولا يظهر شيء من أجسادهم من اللآمة التي عليهم. ومعه ثلاثة ألوية مذهب أحدهم عليه صورة فرس عليها راكب والألوية منكسة ثم ذهبوا إلى الديار المصرية.